أوليفيي روبول
ترجمة سعيد بنكراد.
1- الشعارات الإشهارية والسياسية والإيديولوجية
هل هناك اختلافات جوهرية بين الشعار الإشهاري والشعار السياسي؟ هذا هو السؤال الذي تجب الإجابة عنه قبل تحديد فحوى الشعارات الإيديولوجية. والجواب : هناك أربعة اختلافات، ولكنها جميعها ليست جوهوية :
1- يهدف الشعار الإشهاري إلى البيع : فـ “الحظوة” و”علامة الجودة” لا تشكلان سوى وسائل غير مباشرة للبيع. أما الشعار السياسي فهو في خدمة غايات متنوعة قاسمها المشترك هو السلطة : سلطة حزب أو قضية أو بلد.
2- إن الشعار الإشهاري يخدم مصالح الفرد، الفرد المجهول، ذاك الذي تتحدث عنه الإحصائيات، ولكنه فرد رغم ذلك. فرد لا يتردد الإشهار في خلق وضع تنافسي بينه وبين أمثاله : كن أكثر غنى، أكثر حظوة، أكثر سعادة، كن محبوبا أكثر، أبيض أكثر، كن أحسن من أي كان. أما الإشهار السياسي فمرتبط بالمصالح الجماعية، إنها مصالح أمة أو طبقة أو حزب. وهذا يستدعي التضحية بالمصالح الفردية. وهو ما يفسر طابعه “الحيادي” الظاهري. إن الإشهار يقول : “عش حياتك كما يعيشها الرأسمالي”، أما الحزب السياسي فقد يؤكد للجمهور نفسه : “سيصوت كل الرأسماليين على “س” وأنتم” ؟.
3- إن الشعار الإشهاري يميز بين الأفراد. أما الشعار السياسي فيجمع بينهم، إنه يقيم رابطا ” أفقيا” بينهم.
4- إن الشعار الإشهاري يضع المتلقي في وضع سلبي، أما الشعار السياسي، فعلى العكس من ذلك، يدعو المتلقي إلى تبني الشعار والدفاع عنه. إن العبارة “يقال” تحل محل “نقول” . والجدير بالملاحظة أن شعار الحرب “الكتائب الأولى منذورة للموت” يشتمل على السمة الأولى للشعار السياسي دون السمات الثلاث الأخرى.
ومع ذلك، فإن هذه الاختلافات ليست جوهرية. فالدعاية السياسية تستعمل الأساليب الإشهارية بكثافة (وكذا الشعار العسكري). وهل يمكن إنكار أن الإشهار، هو على نحوما، من طبيعة سياسية ؟. ودليلنا في ذلك أن الشعار الواحد قد يستعمل في السياسة والإشهار على حد سواء. فـلقد كان الشعار التالي j’ai le gout du Québec شعارا تجاريا قبل أن يصبح شعارا انتخابيا. كما أن الشعار ” ولم لا أنتم أيضا” ؟ كان إعلانا عن نوع من ” العدسات اللاصقة” ( 1974) ، لكي يصبح فيما بعد شارة على صدور المتظاهرين :” أنا شيوعي، ولم لا أنتم “؟. إن الشعار الواحد قد يصاغ ليعبر عن نوعين من ” الانتماء”. إنه شعار واحد ولكنه في الحالة الثانية يتبناه المروجون له.
إن الشعار الإيديولوجي أكثر خصوصية. وهو، إذا جاز التعبير، أكثر ” شعارية “، فكيف نعرفه ؟ هل سنأخذ بعين الاعتبار كونه في خدمة إيديولوجية ما ؟ سنقوم بهذا بالتأكيد، ولكن ذلك لن يفيدنا في شيء. فكلمة ” إيديولوجية ” أقل وضوحا من كلمة ” شعار”، ولهذا سيكون من الأجدى تحليل الثاني، فقد يفيدنا في تسليط بعض الضوء على مفهوم الإيديولوجيا. وباختصار سأركز على الصفة ” إيديولوجي ” تاركا جانبا الاسم المريب “إيديولوجية”. وبناء عليه أعتقد أنه بإمكاننا تحديد الشعار الإيديولوجي من خلال ثلاث سمات خاصة به :
1- العفوية : إن الشعارالإيديولوجي ليس اختراعا اصطناعا من صنع وكالة إشهارية أو حزب. إنه يعبر أو يلخص رأي مجموعة بشرية. إنه يتميز بحرية كبيرة في الاشتغال، بمعنى أن المرسل إليه يشعر تجاهه وكأنه هو مرسله، وأنه يعبر عن نفسه من خلال هذا الشعار. فعندما نتحدث إلى هؤلاء البسطاء من الناس عن فضيحة سياسية، فإنهم سيردون بالعبارة التالية :” في زمننا هذا، الفردية هي الأساس في السلوك “. إن هذه الجملة المليئة بالاستسلام تعبر عن اعتقاد عفوي ومسكوك في الآن نفسه، اعتقاد في خلود ذلك ” الزمن الجميل الذي ولى. الزمن الذي كان فيه الرجال بسطاء ونزهاء، لاتستعبدهم المصالح، وكانوا أكثر إخاء مما هم عليه في أيامنا هاته، هذا الزمن الحزين حيث لا أمانة ولا فضيلة، لا شابات ولا أطفال.
وكأي شعار حقيقي، فإن الصيغة شيء آخر غير معاينة وضع ما، إنها تبرر ” التخلي عن المشاركة” والاستسلام. وباختصار إنها تبرر كل ممارسة أنانية، وهي بذلك ليست أحسن حالا من الوضعية التي تدينها. فإذا كان الحزب الشيوعي قد دعا، منذ نشأته، إلى الوحدة، فلأنه كان في حاجة إلى النضال ضد هذه الوحدة.
2- الديمومة: إن الشعار الإيديولوجي ممتد في الزمان، حتى وإن لم يكن دائم الفعالية، إنه متواتر بطبيعته. فكلما وجدت مجموعة بشرية ما نفسها أمام نفس التهديد، فإنه يظهر من جديد كالصيغة السحرية ليستأصل القلق ويستجمع الطاقات. وهكذا فإن : ” الحقيبة أو الموت” و” خرق الورق “و” الستار الحديدي “، كلها صيغ تتجاوز غاياتها وتتجاوز الظروف التي أفرزتها، وتعبر عن الذاكرة المشتركة للمجموعة البشرية التي تستعملها كما تعبر عن ميولاتها.
ولنا في الشعارات الدينية خير مثال. فعندما تقوم طائفة دينية ما برفع لافتة في الطريق ( والأفضل أن يكون ذلك في منعطف ) كتب عليها “: المسيح في انتظارك”، فإن الأمر يتعلق بشعار انتخابي الغاية منه التجنيد الفوري. والأمر ليس كذلك في الصيغ التي تستعملها الكنائس منذ آلاف السنين. فمن أجل تبرير مواقفها تجاه المال تقول “: سيظل دائما هناك فقراء بينك” ، وتجاه السلطة ترفع شعار “: اعطوا لسيزار …”، ولتبرير سلطتها ترفع شعار” : لا خلاص خارج الكنيس”ة. ولقد اعطيت الشرعية لتقتيل البروتيستانت من خلال نفس الآية الإنجيلية التي كان يستعملها القديس أغستين لتبريرالتعصب المدني : ارغموهم على الدخول ( Luc ,XIV, 23).
إن كل هذه الصيغ هي شعارات من خلال استعمالاتها لا من خلال أصولها. إنها شعارات إيديولوجية لأن هذا الاستعمال هو استعمال متواتر، فنحن نعثر علىه في حقب متنوعة.
3- تبرير ممارسة جماعية ما : إن الغاية من الشعارين التجاري والسياسي هي الحصول على فعل معين : الشراء أو التصويت. أما غاية الشعار الإيديولوجي فمختلفة. فهو قد يثير أفعالا متنوعة، ولكنها تشكل جميعها مجموعة من المواقف الدائمة لمجموعة بشرية ما. ولهذا السبب، فإن الرابط بين الملفوظ ووقعه ليس واضحا بالشكل الكافي كما هو الشأن في الشعارات الأخرى. إن الكليشيهات الحالية مثل : “نوعية الحياة”، أو”من أجل مجتمع جديد”، تريد أن تقول أشياء كثيرة لا تدل على أي شيء إلا في حالات بعينها. وهنا أيضا، وهنا خاصة، فإن الغاية الحقيقية للشعار لا تكمن في معناه الحرفي، بل في قدرته على التحريض المتكررة داخل سياق اجتماعي محدد.
وسنقدم مثالين لا يبدو أن لهما معنى ما خارج سياقهما : الشعارالأول هو شعار موسولوني :” لأن أعيش يوما واحدا كالأسد خير لي من أعيش قرنا كالخروف”. فمن الواضح أن الأمر يتعلق بتمجيد البطولة، ولكن أية بطولة ؟ هل هي بطولة المحارب، أم بطولة ذلك الرجل الذي يحتج ضد نظام ظالم؟ إن السياق الفاشي، وكذلك الشعارات المشابهة مثل : إن الحرب عند الرجل هي كالحمل عند المرأة، تقودنا نحو تأويل حربي، وهوالأمر الذي لا يحيل عليه الملفوظ. إنه لا يحارب الجبن، وإنما يحارب السلم والأممية.
إن الشعارالذي رفع في ما 68 : “مارسوا الجنس الحب لا الحرب”، لا يمكن أن يفهم خارج سياقه. فهل منع القيام بأحدهما القيام بالآخر؟ وهذه الصيغة تعد، هي الأخرى، صيغة منحازة، وهي إضافة إلى ذلك، لا تكتسب معناها إلا داخل الجو الاستفزازي الذي كان سائدا آنذاك. فمن خلال المزاوجة ( دون لعب بالكلمات ) بين معنيين لكلمة ” مارسوا”، تقوم هذه الصيغ بمهاجمة التصور الديني للحب، والشعور الوطني للحرب، بل إنها تتجاوز ذلك إلى التلميح إلى أن الأمر يتعلق بنفس الإيديولوجيا التي تدين الحب الجسدي وتمجد الحرب.
إن هذه الصيغة، شأنها في ذلك شأن الصيغة السابقة، هي سلاح، والأهم ليس ملفوظها بل وقعها، بل الوقع الناتج عنه، رغم أن هذا الوقع لا وجود له إلا من خلال الملفوظ. وفي جميع الحالات، فالمراد بالوقع هنا هو تبرير ممارسة مجموعة بشرية ما، وإثارة العواطف والأهواء التي تسندها، ومنع مناهضي هذه الممارسة من الكلام.
سيرد البعض، وهم على حق في ذلك، قائلين إن كل شعار لا بد وأن يكون إيديولوجيا من خلال الطريقة التي يتحكم بها في متلقيه. وهذا صحيح حتى في حالة أكثر الشعارات الإشهارية تفاهة. فهو إيديولوجي من خلال مظهرين :
1- إنه جزء من نوع تواصلي عمودي وحيد الاتجاه، حيث يحتكر المرسل الكلمة ولا حق للمتلقي في الرد.
2- إنه يدمج الأفراد داخل مجتمع الاستهلاك، حيث يقوم الإشهار، بالإضافة إلى وظيفته الخاصة بالبيع، بترويج للطقوس والأساطير. فالإشهار لا يقنعك فقط بشراء هذا الصابون أو هذه السيارة، بل يقنعك بالشراء.
ومع ذلك، فإن الوظيفة الإيديولوجية تظل ثانوية في الشعارالتجاري، وهي كذلك أيضا في الشعار السياسي. ففي الميدان الإشهاري، فإن الشعار الإيديولوجي، بالمعنى الحقيقي للكلمة، هو ذاك الشعار “المكتفي بذاته”، إنه ذلك الذي يتخذه الإشهار تبريرا لوظيفته الخاصة باعتباره ممارسة اجتماعية : التثمين هو المعرفة “، ” إن القبيح لا يجيد البيع ” الخ . أما في السياسة، فإن التمييز ليس واضحا بشكل كافي، ومع ذلك، فإننا ندرك أن I like Ike ( أحب أيك ) ليس سوى شعار انتخابي، في حين أن ” الدفاع عن العالم الحر” ، هو شعار إيديولوجي، لأنه يبرر ممارسة ممتدة في الزمان.
وعلى هذا الأساس فإن الشعارالإيديولوجي في اعتقادي هو كل شعار يهدف، بشكل عفوي ودائم، إلى تبرير ممارسة اجتماعية ما. ويبقى أن نوضح أنه يشتمل على كل الخصائص التي تحدد كنه الشعار بصفة عامة، ولا يمكن خلطه بصيغ أخرى كـ : المثل والمثل السائر أو الحكمة.
وسأحاول، من خلال العينات التي سأقدم، البرهنة أن هناك تعابير ومبادئ كثيرة تبدو بديهية وهي في واقع الأمر شعارات.
2- الشعارات الوطنية
تشكل الشعارات الوطنية في واقع الأمر عينة هامة من الشعارات الإيديولوجية، وهي قابلة للتصنيف ضمن أنواع متعددة. وتعد بعض هذه الشعارات مثل ” المغرب للمغاربة ” (1924) صيغا يضفي من خلالها شعب ما شرعية على المطالبة بالاستقلال، هذا دون أن نناقش هل الشعب يعبر عن نفسه أو أن الأمر يتعلق فقط بأقلية تدعي التحدث باسمه.
وعلى خلاف ذلك الكليشيهات التي يستعملها شعب ما للتعرف على هويته :” يولد الفرنسي ذكيا”، و”الكيبيكي ولد من أجل رغيف واحد” . فمن خلال هذه التعابير يثبت شعب ما ما يعتقد أنها “طبيعته” الحقيقية. إنها تمكنه من العودة إلى نفسه وخاصة في فترات الأزمة. أما في الإشهار، فإن الشعار يكون دائما في خدمة ” علامة الجودة” ، أي قالبا اصطناعيا.
إن القوالب الوطنية أكثر عمقا وأكثر عفوية وأطول عمرا. ونتعرف عليها من خلال الكليشيهات التي تعبر عنها، ومن خلال تواتر التداعيات التي تربط اسم الشعب ببعض المحمولات التي تثمنه.(1) وباختصار، فإن ما يقوم به الشعار الإشهاري بإثارته اصطناعيا : أي ربط اسم علم ببعض المحمولات التي تثمنه، يحققه وعي الشعب بشكل عفوي.
وتعد هذه الكليشيهات المادة الأولية لمجموعة كبيرة من الشعارات السياسية وحتى التجارية : “دلامولسون هو ما نشربه عندنا” (Montréal, 1974). إن شعارا مثل : “إن الادخار ليس أمريكيا”(2) شعار إيديولوجي بشكل مزدوج، فهو يستند إلى الشوفينية من أجل إشاعة الحاجة إلى الاستهلاك بدون حدود ولا نهاية.
وهناك كليشيهات أخرى تعبر عن تصور مسكوك تتبناه مجموعة في تعاملها مع مجموعة أخرى : ” إن الانجليزي أناني وبارد الطبع”، و” اليهودي تاجر “و” البروتستانتي صلب”.إن الإشهار يستعمل الجانب الإيجابي من هذه الكليشيهات : “إنه ثوب إنجليزي” ، “إنها ساعة سويسرية”، “إنه باترون فرنسي”. أما الدعاية فتركز، خاصة في فترات الحرب، على الجوانب السلبية منها.
وتعتبر بعض الكليشيهات الوطنية في ذاتها دعوة إلى المعركة والانتقام والحرب : وهي تعد بذلك شعارات. ولقد غذى شعار كـ :” العدو الأبدي” لمدة ثلاثة أرباع قرن شوفينية الفرنسيين وكذا شوفينية الألمان( 3). وستقوم هذه الصيغة، انطلاقا من بعض الوقائع وكذا الصراعات بين فرنسا وألمانيا، بتعميم هذه الفكرة لتعلن بذلك ديمومة هذا الصراع، فهو لا يمكن أن يكون إلا عدوا اعتبارا للجغرافيا والعرق.
إن الشعار يبرر، دون تمحيص، كل عمليات التقتيل التي عرفها التاريخ. ولقد تطلب الأمر كثيرا من التقتيل لكي يدرك الناس أن هذه الشعارات هي مجرد تهريج. وقد كان شعار الألمان بين الحربين طعنة “الخنجر في الظهر” إستعارة تحمل اليسار ثقل هزيمة 1918، مبرررة بذلك سياسة قمعية في الداخل وانتقامية في الخارج. أما الشعار الإديولوجي الهتليري” المجال الحيوي” فلا يقل دلالة عن سابقيه. فلم تكن هذه الصيغة، رغم الادعاءت العلمية ( الجغرافية ) والقانونية – التي تظل مع ذلك غامضة- تتمتع بأية موضوعية، بل كانت مجرد استيهام. فنحن نعرف أن مستوى المعيشة والبطالة لا علاقة لهما بالكثافة السكانية . (4) إن اقتصاد الجمهورية الفدرالية، رغم تناقص المجال الحيوي إلى النصف، أقوى بكثير من اقتصاد الرايخ الثالث.
إن شعارات من هذ النوع تحمل في أحشائها الحرب. وهناك من الشعارات ما يعمل على إطالتها إلى ما لا نهاية : ” الحق في الحرب و لننتقم لموتانا “. والغريب في الأمر أنها شعارات متبادلة بين الطرفين، فكل طرف يستعملها ضد الآخر، وكلاهما متفق، على الأقل، في النقطة التالية : إن الحرب يجب أن تستمر إلى النهاية. إن أقدم الأمثال السائرة الداعية إلى الحرب :” إذا كنت تريد السلم ، فتهيأ للحرب”، ليس أقل الأمثال خطرا. إنه يكذب، بقدر ما يقول الحقيقة أحيانا. فأفضل السبل لتحجيم هتلر كانت هي التسلح والاستعداد للحرب، أو على الأقل العمل على تجنبها. إن المأساوي في هذا أننا نميل إلى تعميم حالة شاذة على كل الحالات. إن هذا المثل يعبر عن ذهنية التسابق إلى التسلح والتصعيد وإلى إشعال فتيل الحرب. إن وضعها المحترم باعتبارها ” حكمة لاتينية” يساهم في إخفاء وظيفتها الحقيقية : إنها شعار.
إن الصيغ التي تحدثت عنها تمتلك طابع الشعار :
1- إنها إثباتات ” تقليصية” ، بل هي دوغمائية، وهنا تكمن قوتها؛ “العدو الأبدي”، ” لننتقم لموتانا”، كلمات حاسمة ، كلمات ينتهي عندها أي كلام. ومن يعترض عليها فإنه سيكون في أحسن الحالات ساذجا، وفي أسوئها خائنا.
ومن جهة ثانية، فإن ” الطابع الموجز” لهذه الشعارات يجعل منها كيانا غامضا وهو ما يوفر لها إمكانية الجمع بين الأضداد. فماذا يعني المحرف ” لـ” في “بروطانيا للبروطانيين”. ولقد كان شعار الكيبيكيين الاستقلاليين ” السيد من عندنا” في بداية الأمر (1962) شعارا انتخابيا للحزب الليبرالي، الذي لم ير في الاستقلال سوى تحرر الاقتصادي (5).
وباختصار فإن الغموض يوحد. وهو ما يبدو جليا من خلال الشعارين اللذين انقسمت فرنسا حولهما سنة 1955: ” الجزائر فرنسية”، و” السلم في الجزائر”. فعلى مستوى المعنى الظاهر، فليس هناك ما يجعلهما متناقضين. إلا أن الممارسات الناتجة عن كل منهما كانت متناقضة. فقبول الأول معناه قبول بالحرب وكل ويلاتها، في حين أن قبول الثاني معناه قبول التخلي عن الجزائر. فالشعاران معا كانا لا يريان سوى نصف الحقيقة. وكان كل منهما يغذي وهم الآخر وينسى وهمه : أن تبقى الجزائر فرنسية دون حرب، ويمكن أن نحقق حالة سلم والإبقاء على الجزائر فرنسية. والمأساة في كل هذا أن المعسكرين معا لم يكونا قادرين على بلورة برنامج لذلك واكتفيا بالشعارات. إن هؤلاء لم يكونوا كذابين – أو على الأقل ليس كلهم – ولكنهم كانوا يتحملون تبعات قرن من الكذب.
2- لقد أعلنت شخصية من شخصيات مالرو أن : ” كل فعل هو فعل مانوي (6). ونحن نتساءل ألا يكون كل شعار إيديولوجي من طبيعة مانوية، هذا إن لم تكن المانوية سمة من سماته. وبالتأكيد فإن كل شعار هو من طبيعة سجالية. ففي الإشهار ذاته، يضع الشعار حالة اختلاف وينظر إليها باعتبارها كيانا مغلقا : “كانت تعتقد أن غسيلها أبيض، لقد كانت مخطئة ” ويضيف الشعار : ” ذلك أنه لا وجود لبياض خارج ما يقدمه منتوجي”. ورغم ذلك، فإن الأمر لا يتعلق في نهاية الأمر سوى بغسيل. أما في الميدان الإيديولوجي، فإن التقابل أبيض – لا أبيض، هو تقابل شامل وتراجيدي : فـ” لننتقم لموتانا”، معناه أن قضيت(نا) قضية مقدسة، وأن العدو، الذي يريد هوالآخر الانتقام لموتاه، ليس سوى قاتل. ومع ذلك، فإن المانوية، التقابل المغلق بين الشر والخير، ليست قضية أصلية في كل فعل، بل هي مرتبطة بطبيعة فكر، فكر يعمي نفسه لكي يقوم بفعل ما. إن المانوية السياسية هي ذلك الترف الفكري الذي يستند إلى جرائم الخصم لكي لا يرى جرائمه، وتبرئة معسكره وإدانة معسكر الخصم. فمن المستحيل على قوم يقاتلون أن يفكروا بشكل مغاير وأن يحكموا بشكل عادل. وقد يكون ذلك عند الفرد مجرد ميل، إذ ليس من السهل إخماد الشكوك والاعتراضات والأسئلة، وكذلك فكرة أن الخصم قد لا يكون مخطئا بشكل مطلق. وهذا شعارعميق جدا، فكيفما كان ملفوظه فإنه يقول لنا دائما وأولا : ” إذا كنتم تودون فعل شيء ما فاتحدوا ، وليس لديكم سوى الأبيض أو الأسود، الصديق أو العدو، الشر أو الخير”. إن الجريمة الوحيدة هي الحديث عن التمييزات الدقيقة. فجرائم العدو تخدم قضيتنا ما دامت لن تصل إبادتها مطلقا. إلا أن التمييزات الدقيقة، أي فكرة أن الأبيض ليس أبيضا بشكل كلي، وأن السواد قد لا يكون في جانب واحد، وأن اللون الرمادي ممكن، فكرة مقلقة ومشبوهة وغير خالصة. إنها فكرة مجرمة.
والمأساوي في كل ذلك، أن العدو له نفس الرؤية، ولكن بشكل معكوس. فهو في حاجة إلى مانويتنا ونحن في حاجة إلى مانويته.
3- وفي الختام هناك سمة أخرى مميزة. إن هذه الشعارات لا تتستر على شيء ما فحسب، وإنما تتستر على نفسها أيضا. إن الشعار الإشهاري أو الانتخابي لا يخفي حقيقته، فهو قد يخفي الصورة التي تجعل منه كيانا مقنعا، ولكنه لا يخفي طبيعته كشعار. إن الشعار الإيديولويجي أخطر بكثير من هذا، ذلك أن مريديه لا ينظرون إليه باعتباره شعارا.
إن ” العالم الحر” تعبير محترم ، ولا سجالية في معناه المباشر، ومع ذلك، فإنه يستند إلى ملتمسين مبدئيين يحملان في أحشائهما خطرا مزدوجا :1 – إن العالم الغربي حر ” فعليا” ،2 – إنه وحده الحر، أما العالم الآخر فهو عالم ” العبيد”. إن وقعه الحقيقي هو تبرير سياسة قمعية ” في الداخل”، فكل تغيير قد يكون مساسا بالحرية، وتبرير سياسة عدوانية في “الخارج”، فهو إن لم يؤد إلى الحرب، فإنه يؤدي إلى الدفع بالحكم الشيوعي إلى التراجع. ولقد كان شعار” العالم الحر” هو شعار الحرب الباردة، شعارا يقسم العالم إلى قسمين، الغرب حيث النور، والشرق حيث الظلمات، ولم يكن الشعار الذي يضع ” الحر” بين قوسين أقل مانوية من سابقه، ذلك أنه يقود إلى إلغاء كل الحريات – المحدودة حقا والموجودة فعلا- في العالم الغربي.
إن الشعار الوطني الذي يدق طبول الحرب، سواء كان دوغمائيا أو مانويا أو متسترا على ذاته، هو ” أكثر شعارية ” من الشعارات التجارية أو السياسية. فهل الأمر كذلك في الشعارات الإيديولوجية؟
3 – الشعارات البيداغوجية
وتمدنا البيداغوجيا بحالة خاصة من الشعارات الإيديولوجية. فالشعارات في هذا الميدان تتوجه إلى المربين لا إلى التلاميذ. وقد يبدو من غير اللائق أن نبحث عن الشعارات في ميدان يتمتع بالاحترام كالبيداغوجيا. ومع ذلك، فإن هذا الميدان ذاته لا يخلو من الشعارات، بل إن شعاراته درست بكثير من الاهتمام في أمريكا على الخصوص. وسأرتكز على اثنتين من هذه الدراسات لكي أقدم خلاصات تخص الشعار أكثر مما تخص التربية.
يزعم كل من بول كوميزمار وجيمس ماكليلان في كتابهما ” منطق الشعارات” أنهما قادران على إعادة الاعتبار للشعار التربوي ضدا على خصومه. ففي رأيهما يجب التمييز بين الاستعمال الاحتفالي للشعار الذي لا يقود سوى إلى إثارة الحماس والوحدة العاطفية، وبين استعماله اللاحتفالي. إن هذا التمييز سيمكن من البحث بهدوء عن معنى الصيغة. والحال أننا إذا كنا متفقين على أن وظيفة أي شعار هي الاختصار، فسيكون بالإمكان مقارنته بقضية عامة، وحينها سيكون معناه هو مجموع القضايا التي يلخصها. ومع ذلك فإن الصيغة لا يمكن أن تكون شعارا إذا لم تكن القضايا التي تختصرها تتميز بالتنوع إن لم تكن متناقضة. وهكذا فإن : ” مزيدا من الديموقراطية داخل الفصل” يمكن أن تدل على :
1- إشراك التلاميذ في بلورة البرامج والدروس.
2- إعطاء نفس التكوين للجميع.
3- تعليم الناس حسب قدراتهم.
أما ” تكوين تلاميذ يفكرون” فتدل على :
1- العودة إلى المواد الأساس ( اللاتينية والهندسة الخ )
2- دراسة عميقة للمشاكل الاجتماعية الراهنة (7)
إن مهمة البيداغوجي هي اختيارتأويل، من بين هذه التأويلات المتناقضة، يلائم العقيدة التي يركز عليها هذا الشعار. ويتساءل أحدهم، ألا يكون من الأجدى التخلي ببساطة عن أي شعار ؟ يجيب المؤلفان بالسلب. ذلك أن الشعار يمتلك قوة جذب لا تعوض، وقد لا ينتبه أحد لأكثر النظريات صحة إذا لم يعلن عنها من خلال صيغ مثيرة.
والجدير بالملاحظة أن المؤلفين لم يريا، وقد وقفا في حدود جهة نظر منطقية، العلاقة الموجودة بين الملفوظ وبين ما يصنع جاذبيته، ولم يدركا أن قضية الشعار ليست منطقية فقط بل هي بلاغية أيضا.
ولقد حاول إسرائيل شيفلر إعادة الاعتبار للشعار البيداغوجي ولكن من جهة نظر مغايرة. لقد كانت هذه الشعارات في بدايتها صيغا ابتدعها مؤلف ما ( وبخاصة جون دووي) وكان يراد بها الإثارة والتوحيد لا الإيضاح. ومع مرورالزمن تم نسيان ذلك، ولم يعد ينظر إلا إلى معناها الحرفي، ومن هنا جاءت خطورتها.
وحسب شيفلر، فإن مهمة الفيلسوف هي التمييز داخل شعار ما بين معناه الحرفي الذي قد يكون لامنطقيا، وبين أبعاده التطبيقية التي قد تكون جيدة. ويحيل المؤلف على مثالين مشهورين في الولايات المتحدة.
1-” إننا ندرس أطفالا لا مواد”.
فهذه الجملة لا معنى لها في حرفيتها. ذلك أننا إن لم ندرس أية مادة فهذا معناه أننا لا ندرس على الإطلاق. تماما كما هو القول : إنني لا آكل أي طعام، ولكنني آكل في الفندق. فالمعنى الوحيد الممكن هو : إننا ندرس أطفالا دون أن ننجح في تلقينهم أي شيء. ولكن ليس هذا هو المقصود من الجملة.
2-” لا تعليم بدون قراءة”
وهذا معناه أننا لم نلقن التلميذ أي شيء إذا لم يكن قد تعلم أي شيء. والأمر يتعلق هنا بتوتولوجيا مزيفة تلعب على معنيي ” تعليم “: الفعل ونجاح هذا الفعل. إن الجملة في المعنى الثاني تشكل تحصيل حاصل ( لم ننجح لأننا لم ننجح )، أما في المعنى الأول فهي خاطئة، ذلك أنه بالإمكان أن ندرس بحرارة دون أن ننجح في تعليم التلاميذ أي شيء. إنه مثال رائع للمقولة -الخطأ حيث نخلط بين الفعل من حيث هو إنجاز ومن حيث هو نتيجة.
والآن فإن لهذين الشعارين، حسب المؤلف، أبعادا تطبيقية يمكن أن تكون إيجابية في بعض الحالات. فالشعار الأول يعتبر رد فعل ضد تعليم تثقيفي وسجين أساليب تخص الراشدين، من أجل إثارة انتباه الأطفال إلى حاجاتهم الحقيقية وتفكيرهم الخاص. أما الثاني فيبين أن مضمون البرامج ليس غاية في ذاته، فلا يكفي أن تكون عالما، بل يجب أن تكون بيداغوجيا.
وفي تصوري فإن هذا البعد العملي قد يؤدي إلى تجاوزات عديدة. فالشعار الثاني، يشكل من خلال بديهيته المزيفة، سلاحا للاختيارات التي يستعملها الإداريون لاتهام الأساتذة : ” إذا كان تلامذتكم لم يتعلموا أي شيء، فهذا معناه أنكم متقاعسون”. ونفس الشيء يقال عن الصيغة الفرنسية:” إن التعليم رسالة”. فهي تنطلق من حقيقة لا شك فيها،لتعميمها بعد ذلك، أي تحويل التشابة إلى تماهي. أما بعدها العملي فمزدوج الأبوية : فهو يتطلب من المدرسين تضحية لا حد لها، وأن يظلوا كالحواريين فقراء. وتفرض على التلاميذ إخلاصا لا مشروطا للمدرسة، فهي مؤسسة مقدسة لا يناقش داخلها المعلم. إن est الشعار يخفي ما يميز التعليم عن الرسالة : المدرسون عمال والتعليم له وظيفة نقدية أيضا.
ويعد شعار” المدرسة في الحياة” من أكثر الشعارات البيداغوجية شعبية وأكثرها خطورة أيضا. فهو يتمتع بإجماع لدرجة أننا لا يمكن أن نرفضه دون أن ننعت بالتحجر أو البله. ولكن “شعار المدرسة في الحياة “يدل( نظرا لتعدد معانيه ) على أشياء كثيرة لدرجة أنه يبرر ممارسات متناقضة. فهذا الشعار يحيل على :
1- مدرسة ” عملية ” تهيئ لحياة مهنية عوض الالتفات إلى المعرفة النظرية.
2- مدرسة “متفتحة” على الوسط، حيث يشارك التلاميذ في أعمال الحقول والمعمل، وحيث يحضرالآباء القسم.
3- مدرسة ” مسيسة” تغذي تعليمها بالمطالب الخاصة بالوسط، الاقتصادية منها والاجتماعية وحتى الجنسية. وهكذا يمكن لإضراب ما أن يصبح مادة للتحرير أوالمسائل أوالرسم الخ.
4- مدرسة ” حية ” تشجع الأنشطة التي يتجاهلها التعليم التقليدي مثل اللعب والأعمال اليدوية والتنقيب والتعاونيات.
وأنا لا أعترض على أي من هذه الممارسات، ولكني أعترض على الشعار. فهو مغري بقدر ما هو غامض. فعوض أن تقود هذه التصنيفات إلى خلق حالة انسجام، فإنها تؤدي إلى التناقض، وخاصة فيما يتعلق بالنقطة الأولى في علاقتها بالنقطة الأخيرة، أوعلاقة الثانية بالثالثة. فإذا كانت المدرسة مسيسة، فإنها ستكون مسدودة في وجه جزء من الوسط. بل إن المدرسة، في التصنيفات الأربعة، لا وجود لها في “الحياة”. فرغم انفتاحها، فإنها تظل وسطا خاصا يعمل على عزل التلاميذ عن الحياة. فالحياة هي الرذيلة والاستغلال والمنافسة وسلطة المال وسحق الضعفاء. إن الوظيفة الأولى للمدرسة هي حماية الأطفال من الحياة : حذار ! المدرسة.
ويعد شعار ” المدرسة الموحدة ” أقل غموضا من سابقه. فالأمر يتعلق بمبدأ ديموقراطي يشير إلى ممارسة بعينها : يجب أن نمنح الأطفال، كيفما كانت انتماءاتهم نفس التعليم، لكي تكون لهم نفس الحظوظ. ومع ذلك فقد أثبت كل من Ch Baudelot و R Establet(9) في كتاب هام أن المدرسة الموحدة ليست سوى شعار مضلل. فالتعليم الفرنسي موزع في واقع الأمر على مسلكين : الثانوي/ العالي الذي يكون النخبة التي ستستلم مقاليد السلطة البرجوازية، وهناك التعليم المهني الذي يلتقط غيرالمحظوظين، وهم حوالي 75 في المائة من التلاميذ، وهو ليس أقصر زمنيا من الأول فحسب، بل هو من طبيعة أخرى، إنه تعليم ناقص لا يهدف إلى تلقين معرفة أو ثقافة، وإنما يقوم بتكوين عمال نافعين وطيعين.
وهكذا عوض أن تقوم المدرسة بتصحيح الفوارق الثقافية التي يفرزها الوسط، فإنها تقوم بإعادة إنتاجها من خلال الانتقاء الدائم والقاسي الذي يمارس على جميع المستويات.
وبالتأكيد قد يحدث ويصبح ابن ساعي البريد طبيبا، ويصبح ابن الخادمة ألبير كامو، ولكن هذه الاستثناءات تثبت فقط أن الطبقة الحاكمة تريد أن تطعم صفوفها، من أجل مصلحتها، بعناصر من الطبقات الدنيا. ولهذا السبب فإن المدرسة الموحدة هي شعار إيديولوجي، وظيفته هي إخفاء الحقيقة. وهو لذلك نموذج للإثبات المزيف للواقع.
ومع ذلك فإننا عندما نؤكد أن المدرسة الفرنسية لا تقوم إلا بإعادة إنتاج > واقع التمايز الطبقي الذي يسود المجتمع حيث تهيمن البرجوازية على البروليتاريا< ، فإننا نصطدم بحالة الاتحاد السوفياتي الذي انتفت فيه الرإسمالية دون أن يؤدي ذلك إلى اختفاء انقسام المدرسة كما يعترف بذلك المؤلفان في نهاية مؤلفهما.
وعلى هذا الأساس يمكن القول إن الشعارات البيداغوجية هي شعارات أيديولوجية نظرا لعفويتها وديمومتها، ولكونها تبرر ممارسة جماعية. إنها شعارات لأن الحقيقة التي تعلن عنها حقيقة مختزلة، وهي غامضة بقدر ما هي دوغمائية. فإخفاؤها لنفسها معناه أننا لا ننظر إليها باعتبارها شعارات، بل باعتباراها بديهيات. وليس من المجدي أن نضيف أنها سجالية، فكل شعار يدين الممارسة التربوية الجاري بها العمل. فهل يدعونا هذا إلى القول إنها مانوية ؟ لا، بدون شك. ذلك أن ميدان التربية، رغم طابعه السياسي فهو ليس شاملا. ومع ذلك فإن التربية تعتبر في أيامنا قضية حيوية لدرجة أنها تثير جدلا كبيرا .
أما الشعارات المضادة، وهي تشكل موضة حاليا، مثل : القمع بواسطة المعرفة، المدرسة في خدمة الطبق المهيمنة، التي تقدم نفسها وكأنها فكر، فإنها لا تنفلت من المانوية. رنها موهمة بقدر ما تبدو مزيلة للوهم.
—————————————
الهوامش
* – النص الذي قمنا بترجمته مأخوذ من : Olivier Reboul : Le slogan, éd Comlexe/ PUF, 1975 من الصفحة إلى الصفحة
1- Cf A . Moles, L’affiche, p 55
2- إن “الادخار ليس أمريكيا ” ذكره Baudrillard , La société de consommation , p . 129
3- توجد هذه الصيغة في ” كفاحي ” لهتلر الجزءالثاني، الفصل 14
4- حول ” المجال الحيوي ” انظر المرجع السابق، وأيضا K . Jonka :” Aux origines juridiques de la grande Allemagne” , Revue d’histoire de la deuxième guerre mondiale , n 96 ,X , 1974 ; A . Sauvy , La nature sociale , p 201
5- Cf . Gérard Bergeron , Le Canada Français , Seuil , 1967 , p . 164 et 179
6- L’éspoir, Pleiade, p. 761. انظر أيضا حول المانوية السياسية، تلك الصفحات الجميلة التي كتبها ألان سوفي في La nature sociale ص 243
7- op cit , p . 202 et 200
8- The Language of education
9 – L’école capitaliste en France , Maspero
10- نفسه ص 18
11- عنوان بيان صدر عن ” كونفدرالية المدرسين الكيبيكيين سنة 1972
المصدر : https://alamat.saidbengrad.net/?p=6978