الافتتاحيـة

Bengrad
2021-06-04T22:28:55+00:00
العدد الثاني
8 أغسطس 2020353 مشاهدة

بعد العدد الاول ها هو العدد الثاني بين يديك ايها القارئ . و فيه نحاول تخطي العقبات التقنية،الخارجة عن ارادتنا، التي طبعت العدد الاول بنواقص كنا في غنى عنها وقتها.

ونحاول ايضا في هذا العدد السير في نفس النهج الذي خططناه في البداية المعتمد على احترام الخصائص المحايثة للخطاب ادبيا كان ام غير ادبي مبتعدين ما امكن ذلك عن سديمية الانطباعية من جهة و عن نزعة الخلط بين حقول المعارف و العلوم.

واذا كانت مواد العدد الاول تنتظم في خيط واحد هو الفينومينولوجيا سواء في اللغة او في الشعر او في التشكيل فان هذا العدد قد جاء متنوعا . وتتوزع مواده بالشكل التالي. ففي المدخل الي علم البلاغة يعمد الكاتب الي حصر استعمالين لهذا المصطلح. وانصرف لكي يتحدث عن البلاغة التي تترادف مع الشعرية. وتستقطب البلاغة بهذا المعنى اهم مقومين شعريين وهما التكرار او التوازي والتجوز الدلالي. وهذا الشق الثاني المترادف مع البيان بالمعنى المعهود في التراث العربي هو موضوع هذه المقالة المدرسية التي تهدف الى تقديم مرشد عمل للمبتدئين و لا تسعي الى احراق المراحل او الايهام بصنع القطائع.

وفي مجال تحليل الخطاب السردي نقرأ مقالا حول التسنين السردي و التسنين الايديولوجي. وقد حاول صاحب المقال تحليل عملية انتاج المعنى مبرزا ان هذ ا المعنى هو وليد تسنين مزدوج. الاول يعود الى الوجود القيمي بشكليه المجرد و المشخص، و الثاني يعود الى القواعد السردية السابقة عن اي تحقق. وقد استند الكاتب في هذه الدراسة الى مجموعة من المفاهيم بعضها يعود الى السميائيات السردية (الترسيمة السردية، البنية الدلالية الاوليه) ومنها ما يعود الى السميائيات العامة كمفهوم السميوزيس الخ.

وفي موضوع الترجمة نقرأ مقالتين احداهما نظرية لهنري ميشونيك وفيها يطرح الكاتب تصوره للترجمة بوصفها مقيدة بطابع النسبية وذلك تبعا لتباين اللغة المصدر و اللغة الهدف من حيث البنيات اللغوية والمحتويات الثقافية واللحظات التاريخية. و هذه البراديغمات المعروضة في هذه المقالة المكتنزة هي التي يدافع عنها دوما ميشونيك . وثانيهما لــ احمد الفوحي وهي تنزع نزوعا تعليميا سواء في مقدمته حول مفهوم الترجمة وصعوباتها وعلاقتها باللغتانية الخ . او في عرضه النقدي لنصوص مترجمة في المغرب.

اما المقالة الرابعة فهي ل اليزابيث بروس ، وتعالج اشكالية السيرة الذاتية في السينما. وتبين فيها الكاتبة كيف ان السينما لا يمكنها ان توجد مقابلا فيلميا حقيقيا للسيرة الذاتية باعتبارها لا تمتلك القدرة على المراقبة الذاتية وعلى التحليل الذاتي .

ونقرأ في الاخير مقالا بالغ الاهمية في تاريخ الادب لاحد الكتاب المشهورين في امريكا اللاتينية . وقد عمد المؤلف الى اهم الاسس المنهجية في تاريخ الادب وكشف عن هشاشتها متذرعا في ذلك كله بركام من الامثلة المفندة او المثيرة للشك والريبة. وفوق هذا فان الكتاب و ضمنه هذه المقالة اشبه بموسوعة مصغرة في تاريخ الادب معروضة امامنا بطريقة تحتذى دقة واختصارا ووضوحا.

ونقدم ضمن هذا العدد بابا نامل ان يظل ثابتا ويهتم بتقديم بعض المنشورات المغربية التي نرى انها اهل لكي تقدم الى قراء المجلة.

وفي الاخير فان هيئة تحرير علامات توجه دعوة خالصـة للمثقفين، مغاربة وعربا ، للمساهمة بانتاجاتهم الفكرية قصد اغناء المجلة وتطويرها. فنحن واعون ان استمرارية علامات وتقدمها رهينين بقدرتها على الانفتاح على كل الطاقات الفكرية المغربية والعربية.

علامات