صمويل ر .ليفن
ترجمة : خاد التوزاني
تعالج ممارسة الانشاء اللفظي في علوم البلاغة القديمة في خمسة أبواب : الايجاد أو الإبتكار invention ، والترتيــب disposition ، والأسلــوب elocution ، والفعــل action ، والتذكــر memory . ويشمل باب الفعل ، مثلا ، استعمال الايماء والنغم الصوتي والسلوك الجسدي العام عند إلقاء الكلام . ولقد كان تمرين الذاكرة وصفة ناجعة لكي يضمن المرء الكلام دون استعمال مذكرة أو نص مكتوب . وبما أن الفعل والتذكر ينضويان ، أولا وقبل كل شيء ، في باب من الخطابة oratory فإن أهمية هاتين القدرتين بدأت تتناقص مع تحول البلاغة التدريجي الى نظرية تهتم بالانشاء المكتوب . وفي هذا المنظور الجديد ، تستمر المكونات الثلاثة الاخرى في البرنامج الكلاسيكي في اداء أدوار مهمة – الايجاد أو الابتداء بالأفكار- والترتيب أي وضع وتنظيم هذه الافكار في كل منسجم ، سواء في الخطاب الكتابي أو الشفاهي . إلا أن المكون الاخير ، الاسلوب أو الاستعمال الفني للغـة ، هـو الذي صار مركز الاهتمام الرئيسي الى حـد أنـه أصبــح يشكــل ، نظريا ، علما مستقلا في حد ذاته . ويكون هذا الجزء من البلاغة الكلاسيكية لوحده ، في الاساس ، المجال الذي نسميه اليوم الاسلوبية .
ولقد قسم الاسلوب في الكتب القديمة الى ثلاث فئات رئيسية ، الصور اللفظية ، والصور الذهنية والمجاز . ففيما يخص المجاز فقد كتب وما يزال يكتب عنه الكثير . لكن الصور لم تستدع قدرا مماثلا من الاهتمام . وحسب اعتقادي ، يعود سبب عدم التوازن هذا الى أن المجاز بطبيعته يستدعي البحث النظري ، في حين يبدو أن الصور لم تحظ إلا بالقليل من الاهتمام الفكري .
وهكذا نجد في الغالب مناقشات مطولة حول طبيعة المجاز في أمهات الكتب نفسها. وفيما يخص الصور، لا تقدم هذه الكتب الا النزر اليسير على شكل تفسيرات وتوضيحات تافهة ثم تفرق مباشرة في عد أنواع المجاز والتمثيل لكل نوع فيها. وتعد الآراء التالية نموذجا على الأرضية النظرية المتوفرة لدينا : يقول لنا كنتيليان إن الصور الذهنية تكمن في التصور، في حين توجد الصور اللفظية في التعبير ( 1953 : III 357 ) ونجد نفس الحلقة المفرغة عند مؤلف Rhetorica ad herenniumالذي يكتب ما يلي ” إذا تعلق الأمر بزخرف في تلميع اللغة الجيد فإنه صورة لفظية ” ( في حين ) تستمــد الصـورة الذهنية تمييـزا مـن خـــلال الفكـــرة وليـس مـن الكلمـات ” ( 1964 : 275 ) وتعتبر الملاحظة التي قدمها سيسرون في فن الخطابة أكثر ايحاء حين يذهب إلى ” أن مفاد التمييز بين الطابع المجازي للكلام والفكر هو أن الصورة التي توحي بها الكلمات قد تزول إذا ما بدلنا الكلمات وأن الصورة التي توحي بها الفكرة تظل موجودة مهما كانت الكلمات التي نختارها للاستعمال. ( 1968 : 161) وبالمقارنة مع صياغة كنتليان ومؤلف ad herennium ، تعتبرملاحظات سيسيرون أكثر نفاذا وتبصرا، فإذا تأملنا ملاحظته مثلا، فإنها لاتقدم شيئا أكثر من كوننا نعطي للفكرة، بعد تصورنا لها، اتجاها مجازيا بأكثر من طريقة واحدة . ورأي سيسرون حول الصوراللفظية يوحي، من جهة أخرى، بأن الصور اللفظية لاتقدم أي إشكال بالنسبة إليه .
أما بالنسبة إلينا، فإن الصوراللفظية، خصوصا، في حالة علاقتها بالصورالذهنية، تسترعي اهتماما نظريا خاصا. لنأخذ مصطلح ” الصورة اللفظية ” لقد ثبت، في نهاية الأمر، أن كلمة ” اللفظ ” من بين مجموعة واسعة من الكلمات التي يشوبها غموض من نوع خاص. فهي ليست علامة حاملة لمعنيين مختلفين مثل bank ( بنك أو حافة النهر ) أو Light ( ضوء أو خفيف ) بل إنها تحتوي على انماط مختلفــة لنفــس المعنـــى . ولقد سبـــق برترانــد راســل أن قــال يومـــا ( 1952 : 172 ) بصدد الحديث عن مشكل مماثل لذلك نوعا ما : إنه لمن العار بالنسبة للجنس البشرى أن يستعمل كلمة ” is ” للتعبير عن العلاقة الرابطية والعلاقة المعادلة في human is Socrates ( سقراط انسان ) و Socrates is a man ( سقراط رجل ) .وإذا لم يكن ذلك من العار للجنس البشري ، فهو على الأقل، ارتباك بالنسبة للغة الانجليزية لكونها تحتوي على كلمات يطبق معناها تارة على عملية ذهنية أو جسدية وتارة على نتيجة تلك العملية. لنأخذ مثلا . Construction ( بناء وتركيب ) Utterance ( قول ، وفعل القول ) reflection ( فكر ، وتفكير) Judgment ( حكم ، وملكة الحكم )؛ وهي عينة صغيرة للكلمات التي تعاني من هذا النوع من الغموض . وقد وجد فريجه ( 1970 : 62 )، عندما كان يطور نظريته الدلالية ، صعوبة في الإشارة الى أن ” thought ” ( فكر ) لاتعنى بالنسبة له الفعل الذاتي للتفكيـر ولكـن مضمونهـا الموضوعـي ( وفي الواقع ، اهتم بكلمة Gedante ) الكلمـة التـي تطـرح بالطبــع نفـس المشكــل. أمـا هوسرل ( 1967 ) ، فقد بلور معجما بكامله ليثبت المكونات الظاهراتية للأفعال القصدية مميزا بذلك العملية العقلية noetic عن النتيجة الموضوعية noematic، أي جانب الفعل وجانب الموضوع . استحضر هذه الأفكار وأنا أفكر في مصطلح الصورة اللفظية من وجهة نظر التصورات الأخيرة في نظرية الأفعال اللغوية . وبعد أن أصبحنا قادرين على التمييز بين عملية الكلام والجوانب الكلامية للفعل اللغوي ، فإننا نفاجأ بأن مصطلح ” اللفظ ” يحيل ، على وجه الحصر ، على نتيجة الفعل في أبواب الكتب المخصصة للصور اللفظية ، على ما يقال ، وليس على فعل القول ، على الملفوظ وليس على التلفظ (1).
تتعدد وتتنوع الصوراللفظية المذكورة في كتب البلاغة بشكل كبير. وليس هناك اتفاق فيما يخص تعيين الصورالخاصة في جميع الحالات . إلا أن الأنماط المعيارية تشمل ما يلي : epanaphora ( تكرار الصدارة ) أي ابتداء عدد من الجمل بنفس الكلمات أو مجموعة من الكلمات . و antistrophe ( التجنيس ) أي تكرار كلمة أو مجموعة من الكلمات في نهاية الجمل و antithesis الطباق أي جمع كلمات متضادة في جمل متوازنة و asyndeton أي ربط الجمل دون استعمال حروف العطف وisocdon( حسن التقسيم ) أي متوالية في الجمل تحتوي على نفس العدد من المقاطع .
فالقاسم المشترك لهذه الانماط هوالاستعمال الفني للفضاء التركيبي ، ولنأخذ التخصيص، وعلى سبيل المثال ،ذلك الذي قدمه جورج واشنطن في قرار الى مجلس النواب سنة 1799.
A citizen; first in war ; first in peace ; first in the heart of his countryman
( مواطن ، الاول في الحرب ، والاول في السلم والاول في قلوب مواطنيه ، )
كمثال نموذجي على تكرار الصدارة epanaphora. فالفن موجود على السطح ، لكن التأثير يكمن بكامله في التعبيرففي الصوراللفظية ، يقول المتكلم ما يفكر فيه ، لكنه يصوغه في اطاراسلوب جيد . أما وفق الستراتيجية التكلمية ، فإن الصور اللفظية روتينية : فهي ما تعبر عنه : ليس فيها أي فن مشتق من استغلال الفعل اللغوي .
وإذا لم يستغل البلاغيون القدامي المفهوم المعاصر للفعل اللغوي في معالجتهم للصور الفظية – اذ لم يظهر في كتاباتهم -فانه من الخطأ أن نعتقد بأنهم لم يكونوا على دراية بنتائج الفعل اللغوي . فأولا وقبل كل شىء ، أعدت كتب البلاغة للخطباء ولتطوير المهارات الخطابية . ولا تبرز هذه المهـارات ، حســب كنتليــان ، إلا اذا نجــح الخطبـــاء في تلقين وتحريــك وامتاع الجمهـور( 1953 III 181 ) وهذه كلها تأثيرات تكليمية perlocutionary ، أي طرق اقناعية . وبما أن هذه التأثيرات وظائف للافعال التكلمية ، فلا بد أن البلاغيين ، بطريقة أو بأخرى أخذوها بعين الاعتبار في حساباتهم . إنني اقترح اذن ، أنه يمكن استنتاج هذا الاهتمام من خلال المعالجات التي تقدمها الكتب البلاغية للصور الذهنية . ويجب أن نتذكر أن الصور الذهنية ( مثل الصور اللفظية ) تعالج في باب الاسلوب ، أي الاستعمال الفني للغة ، لذلك لا يجب أن نتوقع أن تأخذ الافعال العادية والصريحة للتقرير والسؤال والطلب اهتمام البلاغيين . فإذا كان لديهم مفهوم الافعال اللغوية على الاطلاق ، فقد يكون على شكل فني ، كانزياح عن النمط العادي للكلام أو كنمط من اللعب اللفظي .
وبصيغة أخرى ، تعد الصور الذهنية أفعالا لغوية تجسد قصدا مخادعا . هذا الخداع ، بالاضافة الى ذلك ، قد يكون وظيفة للقـوة التكلميـة للقول ، أو المحتوى القضوي ، أو تفاعلا بينهما( 2). ولقد أشار اوستن الى هذه الصيغ ” بالصيغ المتنكرة ” عندما عالج مشكلة الاقوال الانجازية أول مرة . فالجملة . ” أسمي هذه الباخرة : الملكة ماري ” ، على سبيل المثال ، ذات صيغة خبرية ويبدو أنها تقدم تقريرا . وكما يقول اوستن ( 1962 : 4 ) ” إن مثل هذه الجمل ” لا تصنف ولا تنقل ” أي شيء ولا تقبل قيم الصدق والكذب بالمعنى العادي، وهـي بالتالـي تتنكر في زي تقرير . ولقد وسع روس مفهوم الصيغ المتنكرة ليشمل الاسئلة البلاغية . فالسؤال – أسألك كيف سيعطي مواطن محترم صوته مرة أخرى للحاكم شاملوس ؟ ( مثال لروس ) متنكر في زي سؤال ، فالفعل التكلمي الذي ينجزه ( بطريقة اشتقاقية ) هو أقرب الى تقرير منه الى سؤال ( في حالة النفي ) وهو بذلك فعل لغوي غير مباشر ( روس 1975 : 233 ) ونظرا لهذه الخاصية الفنية للاسئلة البلاغية ، فلا غرابة أن نجد البلاغيين القدامى قد أدمجوها ضمن الصور الذهنية الكلاسيكية . بطبيعة الحال ، لم يقتصر البلاغيون القدامى على الاسئلة التى يبرز فيها الفعل الانجازي بشكــل واضــح ( كما هو الحال في مقال روس ) حيث إنه حتى في حالة عدم وجوده يظل التحويل التكلمي الذي يعطي مدلولا لهذه الاسئلة قائما . وهكذا نتذكر قول سيسيرون الذي يعبر عن معاناة طويلة في هذا السؤال : آه يا كتالين ، الى متى سوف تستنفد صبرنا ؟
ويعلق كنتليان على هذه الصياغة بقوله : كم هي ملتهبة نار كلماته كما هي بخلاف اذا ما قال :
” لقد استنفدت صبرنا لمدة طويلة ” ( 1953 III 379 )
ونحن بدورنا نقول اذا توقفنا عند صياغة كنتليان ” كم هي ملتهبة نار كلماته بخلاف قوله ……
من خصوصيات الاسئلة البلاغية أنها تستعمل كوسائل بث لأجوبتها الخاصة بها . وهذا شيء ملازم للحقيقة التي مفادها أن الاسئلة البلاغية توظف بطريقة غير مباشرة كتوكيد . إن الجواب عن سؤال كنتليان هو أن كتالين لن يستنفد صبر مواطنيه الرومان اطلاقا . هذا الجواب اذن مفترض وأولي ، وأي محاولة يقوم بها كتالين ليقدم جوابه الخاص على سؤال سيسيرون كالقول مثلا :
“حسنا لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر ”
سيعتبر أضحوكة متهورة في أحسن الأحوال . و في سؤال آخر لسيسرون : “ألا ترى أن كل مكائدك قد اكتشفت ؟ “فإن سيسيرون متأكد من أن كتالين يرى ذلك . فيمكن القول ، اذن إن الأسئلة البلاغية تحتوي علي فعل تدميري للقوة التكلمية للقول وذلك لصد امكانية حصول جواب ما . وسنرى ، بعد قليل ، نوعا مختلفا من هذا التدمير فيما يخص الصور الذهنية .
لنتأمل الصور الذهنية المعروفة باسم ” تأكيد العكس antiphrasis أو Preterition فبواسطة هذه الصور يتنصل المتكلم من قصد قول شىء ما . ولو أن هذا الشيء يتم قوله خلال هذا التنصل ذاته . وقد تأخذ هذه الصورة المؤكدة للعكس صيغة السؤال كما هو الحال في هذا المثال: “لماذا يجب علي أن أذكر حب غريمي للسلطة “؟
ليست هذه الجملة سؤالا بلاغيا كما هو الحال في : “لماذا يجب علي أن أجازي حب غريمي للسلطة”؟وهو سؤال بلاغي، حيث إنه يفترض جوابا عن طريق تأكيد يقدم بطريقة غير مباشرة . ففي السؤال المؤكد للعكس ، من جهة أخرى ، لا يتعلق الأمر باقتراح جواب خاص بل يشمل شخصا ما في التأكيد المقدم بطريقة غير مباشرة .
وبالرغم من أن تأكيد العكس قد يعبر عنه بصيغة السؤال ، فليست تلك هي الصيغة المعتادة، والقاعدة هي أن تستعمل التقرير السلبي ” لن أتكلم عن الشهرة التافهة التي يتمتع بها غريمي ولا عن سجله الجنحي المعروف جدا ” .
ليس واضحا كيف نحلل مثل هذه الجمل من خلال استعمال الأفعال اللغوية . فقد تبدو مجرد جمل نافية تستعمل لغرض التأكيد . وبما أن النفي ، مع ذلك ، يرد في ذلك الجزء من الجملة الذي يشير الى القوة التكلمية ، فقد يكون من اللائق جدا أن نسميها بالجمل الانكارية . فلدينا ، اذن ، فيما يخص تأكيد العكس بنية ، حيث مـا ينكــر فيها علي مستـوى القوة التكلمية يقــدم على مستوى المحتوى القضوي . لنتأمل هذه الجملة الانجازية لأجل المقارنة : “انني أنكر أن سجل غريمي يؤهله لمرة ثانية “. فهذا فعل لغوي مباشر . اذ إن هناك انسجاما بين القوة التكلمية والمحتوى القضوى . وفيما يخص الفعل الانكاري من جهة أخرى فإن العلاقة بين المحتوى القضوى والقوة التكلمية غير منسجمة : اذ ما تفترضه القوة التكلمية يدمره المحتوى القضوى . ففي تأكيد العكس ، يقع هذا التدمير لكون الفعل الاساسي يحتوي على فعل ” اشاري ” مثل ” قال ” و ” تكلم ” بشكل نموذجي ،لأن لهذه الافعال خاصية انعكاسية أو منطقية في حد ذاتها . حيث إنها تقول شيئا ما ولو في حالة النفي .سأعالج فيما يلي موضوع السخرية Irony ؛ وهي أداة حسب كنتليان ، يمكن توظيفها كمجاز أو كصورة ذهنية . هذا التمييز ليس وضعه بالهين اطلاقا . وهذا ما يقوله كنتليان عن السخرية ( 1953 ، III ، 401 ) لا تختلف السخرية التي تشمل الصورة عن السخرية كمجاز يخص الجنس بما أننا نفهم في كلتا الحالتين عكس ما يقال فعلا ، ومن جهة أخرى فإن الفحص الدقيق لانواع السخرية سرعان ما يكشف أنهما يختلفان جدا . ففي المقام الاول ، تعد السخرية كمجاز أكثر صراحة في معناها . وبالرغم من أنها تتضمن شيئا معاكسا لما تقوله ، فإنها لا تقوم باي ادعاء حوله . لأن السياق جد واضح ” عادة ” . لنأخذ كمثال الجملة التالية من الخطابات الكنتلينية .
– بعد أن رفضك ، هاجرت الى صاحبك المرح ، ذلك الجنتلمان الجيد ميتيلوس .
في هذه الحالة تكمن السخرية في كلمتين ، وبذلك تعتبر صورة دقيقة للمجاز بشكل خاص . لكن في الصورة الذهنية ، للسخرية يخفي المتكلم المعنى بكامله ويكون هذا الإخفـاء ظاهـرا وغير معترف به . في حين يكون الصراع في السخرية كمجاز صراعا لفظيا محضا ، فإن المعنى أو الجانب العام أحيانا في حالة السخرية كصورة ذهنية يتصارع مع اللغة المستعملة أو النغم الصوتي المتبنى .
و من بين الأمثلة التي يقدمها كنتليان بالنسبة للسخرية بوصفها صورة ذهنية فقرتان من الانيد Aeneid . في الفقرة الاولى يتكلم ” تورنوس ” ملك الروتول ” النبيل بعد أن استفزته حجة درانس التي مفادها أنه تبارز مع آنياس في معركة فردية وبذلك وفر عن درانس واللاتنين الآخرين عناء الاستمرار في الحرب قائلا : أطلق علي ” الجبان ” يادرانس بما أن سفك دماء هذه الحشود من الطراوديين”. وفي المثال الثاني يقول جونو:
“انا الذي قدمت ذلك الزير الداردي لكي يهجم على سرير الزواج لملكة اسبرطة .”
تكمن السخرية ، بالطبع ، في قول عكس ما هو مقصود أو قصد عكس ما يقال. هذا التعارض ، مع ذلك ، قد يبرز صورتين أساسيتين . فقد يرتكز على الكلمة أو على الجملة . ويبدو أن موقف كنتليان هو اعتبار السخرية مجازا في حالة ما إذا تمحورت على كلمة ما، واعتبارها صورة ذهنية في حالة تمحورها على الجملة . وكمثال على السخري مجازا نأخذ مثلا ذلك ” الجنتلمان الجيد ” ونعني بذلك ” المنحط ” أو شيئا مماثلا لذلك . ويقدم سورل ( 1979 ، 112 ) مثالا :
” لقد فعلت شيئا رائعا ”
عندما يقال ، على التو ، لأحد كسر زهرية صينية لا تقدر بثمن . وتعد هذه السخرية مجازا ، ايضا، حسب هذا التحليل حيث تستبدل كلمة ” رائع ” ب ” بليد ” . وفي الأمثلة التي تكون فيها السخرية صورة ذهنية ، من جهة أخرى ، تشترط السخرية قراءة التعارض في القضية بأكملها . إن تورنوس الذي يقول تلك الكلمات في المثال الاول ليس جبانا . فدرانس هو الجبان . وليس درانس هو الذي قتل حشودا من الطرواديين بل هو تورنوس . وفي المثال الثاني . ليس جونو هو الذي قاد باريس لهلين بل هو فيونوس .
تكون السخرية اذن، صورة ذهنية عندما يقصد متكلم ما بقضية ما أن يفهم أنه يؤكد تعارضا مضادا تماما . ففي هذه العملية يرتبط قلب المعني بالسياق وأرضية المعلومات بشكل كبير. وهكذا تشمل السخرية بوصفها صورة ذهنية بعدا تداوليا . هذا البعد هو بالطبع ، وارد بالنسبة للسخرية المعجمية : أي عندما تكون السخرية مجازا ، الا أن السخرية صورة ذهنية تشترط بشكل خاص نفي القضية المعبرعنها . هذا النفي يستلزم قلب أدوارالعناصر القضوية مثل الاسماء والضمائر أو الاشارات الاخرى. وأعتقد أن هذا الأمر الواقع يبرز الزعم القائل بأن السخرية، بوصفها صورة ذهنية، تشتمل على تعارض يتمحور حول القضية . وهكذا عندما نقارن جملة مثــل :
“- نعم لقد كنت دائما محافظا حقيقيا “.
بجملـــة
“- نعم لقد كنت ( من المفروض ) دائما ليبيراليا ” .
فإن الجملة الأولى تمثل السخرية كمجاز والجملة الثانية السخرية كصورة ذهنية . ففي الجملة الاولى نصل إلى معنى السخرية بقلب معنى كلمة ” حقيقي ” لقد كنت محافظا زائفا ” وفي الجملة الثانية نصل الى السخرية بنفي القضية وتأكيد ، بشكل ضمني ، القضية الاصلية لشخص آخر لتصبح.” لست أنا الليبرالي بل أنت ” (3) .وهكذا نرى أن السخرية كمجاز تعتمد على التضاد ، أي تعارض يشمل معنى الكلمات ، في حين إن السخرية بوصفها صورة ذهنية تعتمد على النفي : أي التعارض الذي يشمل محتوى القضايا .
في كل صورة من الصور الذهنية التي ناقشناها الى حد الآن ، نجد نوعا من ” التنكر ”، ففي الاسئلة البلاغية يتنكر التأكيد في زي سؤال . وفي تأكيد العكس ” يتنكر ” التأكيد في زي عكس ذلك . إن الصور الذهنية التي سأناقش الآن ليست صورا ذهنية متنكرة ولو أنها مزدوجة إلا أنها تعبر عن أهدافها الانزياحية بطريقة مختلفة .
لنتأمل ، أولا ، الصورة المعروفة باسم الالتفات Apostrophe . يقول كنتليان إن هذه الصورة تحتوي على تغيير لاتجاه الخطاب من القاضي مثلا الى جانب آخر . ويمثل لذلك بالجملة التالية :
“ما هو ذلك السيف الذي صنعته، توبيرو في ميدان فرازلوس ؟ ” ( 1953، III 397)
ولنترك السؤال البلاغي جانبا حيث يكمن الالتفات. لنلاحظ أن سيسرون ( الذي يتكلم عن جانب الدفاع ) يغيـر توجهـه مـن جهـة القاضي الى جهة توبيرو ( المدعـي في هـذه الحالة ) . ففي جـزء مـن
الصورة التي تهمنا أي الالتفات ، ليس هناك صراع بين القوة التكلمية والمحتوى القضوى ، بالأحرى ، ينجز فعل الاخفاء بواسطة ” مكان ” الفعل اللغوي وأعني ” بمكان ” هنا : الادوار التي يلعبها المتكلم والمخاطب والارضية والسياق . ففي المثال ، الذي ندرسه هنا يوجه سيسرون خطابه لتوبيرو. ولكنه لا يقصد أن يسجل القاضي قوة ملاحظته .
ليس من الضروري أن يكون طرف ثالث حاضرا عند تنفيذ الالتفات . وقد يستعمل الالتفات في تدخل بسيط بسهولة . وهكذا عندما يسمع متكلم ما ملاحظة خاطئة أو بليدة حول جاذبية القمر، فقد يجيب ، : يانيوتن ، هل سبق لك أن سمعت مثل هذه الحماقة ؟ علاوة على ذلك ، ففي الحالات التي يكون فيها الطرف المخاطب غائبا ، ليس من الضروري أن يكون انسانا . وهكذا فهناك مثال آخر لكنتليان > أناشدك يا جبال وسهول آلبا < ،حيث تكون المناشدة موجهة لأفراد الجمهور المباشر . ومرة أخرى ، فإن هدف الصورة هذه هو أن يسجل مخاطب آخر كل ما يعبر عنه ليس المخاطب الذي وجه له الخطاب ظاهريا .
ويجب التمييز بين الالتفات والتضرع وذلك بالأخذ بعين الاعتبار هدف الالتفات من التوجه الخاطئ . اذ لا يتم هذا التمييز غالبا. ففي قصيدة وردزورث التي مطلعها :
” يا ماتون ، يجب ان تكون حاضرا معنا الآن ”
يكون الخطاب أو التوسل مباشرا رغم توجهه الى شخص غير حاضر مع الجمهور. فالسونيت بكامله موجه الى ميلتون . وليس هناك انزياح أو توجه الى مخاطب حاضر آخر كما هو الحال بالنسبة للالتفات . وبالتالي فالالتفات نوع خاص من الافعال اللغوية غير المباشرة . وعدم المباشرة هذه تشمل مناشدة المخاطب من خلال الخطاب الموجه نحو مخاطب آخر ولا تشمل التعبير عن فعل تكلمي من خلال وسيلة آخرى .
أعود الآن الى صورة غالبا ما تعرف بالتشخيص prosopopoeia ففي الدراسات الحديثة غالبا ما يعالج التشخيص باعتباره شكلا من أشكال الاستعارة . أي اضفاء خصائص انسانية على شيء غير انساني . ونصل الى هذا الاضفاء عن طريق تطبيق الاسنادات التي عادة ما تطبق على الانسان وعلى ماهيات مجردة أو غير انسانية . واذا قرأنا الجملة التالية :
” نطت الفضيلة على حصانها وفرت ”
فاننا نعتبرالفضيلة اسما يعين شيئا انسانيا ومجردا في نفس الوقت .
اما اذا كانت الفضيلة هي الموضوع الاساس للسرد فنكون أمام التمثيل allegory اذ غالبا ما تكون الاسنادات التي تطبق على الانسان اسنادات تدل على استعمال اللغة . ففي الصورة البلاغية للتشخيص تتكلم الماهيات المشخصة : في الواقع ، يكون ذلك الغرض الوحيد الذي تقدم من اجله هذه الصورة البلاغية . ويستشهد كنتليان ( 1953 ، III 393 ) بمثال مقتبس من عند سيسيرون .
“لأنه اذا ما خاطبتني دولتي ، التي هي أعز من حياتي ذاتها ،
وكل ايطاليا ، أو كل الدول ، ماذا تفعل ياماركوس توليوس ؟
يقول مؤلف duerennium ” إن التشخيص عبارة عن تمثيل شخص غائب في الحاضر ، أو جعل شيء أخرس أو شيء بدون شكل يتكلم وإعطاء شكل محدد ولغة محددة ” ويقدم هذا المثال :
“ولكن إذا ما أطلقت هذه المدينة التي لا تقهر العنان
لصوتها ، ألا يمكن أن تقول ما يلي ” أنا مدينة العقل …”
ففي هذه الامثلة النمطية ، ليس التشخيص استعاريا . ان الكلمة المجردة ” المدينة ” لا تنفخ فيها الحياة ولا تصبح شخصا يتكلم بصوته ذاته ويلعب دورا في تطوير السرد . بل تستعمل بالاحرى كصوت بديل يتحدث باسم آراء المتكلم . ففي الالتفات ، كما رأينا سابقا ، يقوم مخاطب غائب مقام شخص آخر يكون حاضرا . وفي التشخيص ، يقوم متكلم غائب مقام شخص آخر يتكلم في واقع الامر ، قد نسمي هذه الصور أقنعة ، ولكن هناك فرق بين القناع والتنكر. فالبنسبة للتنكر يخادع الفعل اللغوي غرضه ذاته ، اما بالنسبة للقناع فيخادع العنصر القضوي خاصيته ذاتها. وهكذا ففي الحالة الاولى تكون التورية تورية سلوك ، أما في الحالة الثانية فتكون التورية تورية مظهر . هذا الاختلاف معادلة لكون التنكر يشتمل على قضية في حين لا يشمل القناع الا على الحد فقط .
هناك صورة آخرى توظف كقناع الا و هي hypophora أو الاقتراح . ففي هذه الصورة يطرح المتكلم سؤالا على مخاطب أو جمهور ويوفر له بذلك جوابا هو بالذات . ففي هذه الحالة يقوم نفس الشخص بدور المتكلم والمخاطب وهذا مثال من ….ad Her .
” عدوك ، عندما يثبت اتهامه ، فانك بدون شك ستقدمه للمحاكمة ؟ لا ، لقد قتلته قبل أن تقدمه للمحاكمة ؟ ”
هل احترمت القوانين التي تمنعك من هذا الفعل ؟
بالعكس لقد قررت أنها لا توجد ولو في الكتب ؟
و عندما ذكرتك بصداقتك القديمة له هل استجبت ، لا ، لقد قتلته . ( 1964313) (4) .
و يأمل المتكلم بطرحه هذه الاسئلة بكل وضوح أن يتناول المخاطب متفضلا بالاسئلة ، والمخاطب ، على العكس من ذلك ، هو الذي يقدم الأجوبة عن الأسئلة . وهكذا يوظف المتكلم كقناع في محل المخاطب وذلك بالاجابة عن الاسئلة . إن الفرق بين الاقتراح والنمطين الآخرين هو ان المتكلم والمخاطب حاضران فيما يخص الاقتراح ويكون أحدهما غائبا فيما يخص النمطين الآخرين .(5)
وهناك شكل آخر لنفس الصورة وهو حالة طرح المتكلم أسئلة يحاول الاجابة عنها بنفسه . ومرة اخرى ، نستشهد بمثال من ad Her .
الآن ، ماذا كان بوسعي أن أفعله عندما كنت محاصرا بذلك الحشد الهائل من القوات في بلاد الغال ؟ أ أصارع ؟ لكن كان سيكـون تقدمنـا بقـوة صغيـرة … أم أبقـى فـي المعسكـر ؟ لكن لـم تكــن الامدادات للبحث عنها ولا للصراع من الاجل البقاء . أنغادر المعسكر ؟ لكن كنا محاصرين ”
يمكن القول هنا بأن المتكلم يوظف كقناع عوض متكلم آخر بطرحه تلك الأسئلة . لا تمثل الصور الذهنية الست التي عالجت هنا الا جزءا صغيرا من مجموعة الصور التي قد نجدها في كتب البلاغة . لا أريد أن اقترح أن الانماط الباقية قد تشملها مقولات التنكر والاقنعة . في الواقــــع اني متأكد ان ذلك مستحيل إلا أنني مقتنع بأنه مهما كانت المقولات التي سنحتاج اليها ، فانها ستبدي خاصية من خاصيات الانزياح أو عدم المباشرة . وهذا ما يوضحه البلاغيون القدماء . وفي النص التالي ، على سبيل المثال ، يقارن كنتليان الصور الذهنية مع استعمال المراوغة في المقارعة بالسيوف .
رغم أنه قد يبدو ان الحجة تتأثر بشكل دقيق بالصور المستعملة ، فإن هذه الصور ، مع ذلك، تضيف هي الآخرى مصداقية لحجتنا وتأخذ طريقها خفية الي ذهن القضاة ، وكما هو الامر بالنسبة للمقارعة بالسيوف ، فانه من السهل أن نرى ، أو نقطع ، أو نصد الضربات والطعنات السهلة والمباشرة . بينما الضربات الجانبية والمراوغات تكون أكثر صعوبة للملاحظة . وواجب المنازل البارع هو ابداء الانطباع بأن خطته مختلفة عما يظهره فعلا ، وكذلك الأمر بالنسبة لفن الخطابة حيث لاتوجد صراعات مخادعة بالثقل وحده أو الدافع فقط .
ومن جهة اخرى ، فإن المصارع الذي يراوغ وينوع هجوماته قادر على الهجوم الى الامام ، أو أن يتراجع ، كما يشاء ، وذلك لخداع أسلحة عدوه من موقف دفاعه وأن يخادعه بانحناء طفيف للجسد . زيادة على ذلك ، ليست هناك طريقة أكثر نجاعة لإثارة العواطف من الاستعمال المتقن للصور لأنه اذا كان لتعبير حاجب العين أو العين نفسها أو الايدي تأثير قوي في تحريك العواطف فكيف سيكون شكل اسلوبنا ذاته اكثر اثارة عندما يبنى لانتاج نتيجة نهدف اليها .
لقد لاحظت سابقا أن البعد الاجرائي في الصور الذهنية بعد تداولي وليس بعدا دلاليا . ويتأتي ذلك من كون الصور الذهنية لها معنى عندما تفهم بشكل حرفي . ان مجازيتها وظيفة لاستعمالها وليس لمعناها . وبهذا المعنى ، تختلف الصور الذهنية عن المجاز. أما بالنسبة للقدماء ، فإن المجاز يشتمل على استعمال كلمة أو جملة بمعناها غير الاعتيادي . يقول مؤلف Ad Her ( 1964 ، 333 ) ، إن المجازات تشترك في ” كون اللغة تبتعد عن المعنى العادي للكلمات ” ويقول كنتليان ( 1953 III ، 301 ) ” ونعني بالمجاز التغيير الفني لكلمة أو جملة من معناها الحقيقي الى معنى آخر ” هذه الخاصيات عامة جدا ولا توضح كيف يتم الانزياح أو التغيير في مجال الصور المجازية . فالمشكل اذن هو أن تغيير المعنى قد يأخد أحدى الصيغتين الاساسيتين ، قد يأخذ محله في التعبير ذاته أو قد يستقر في العلاقة بين التعبيروسياق الاستعمال. فالصيغة الاولى دلالية والثانية تداولية . ففي بيت كيتس .
أنت ياعريس السكون غير المفتون بعد .
هناك توتر بين معنى ” عريس ” و ” السكون ” من الناحية الوصفية ، ونشير الى هذه الوضعية بالانزياح الدلالي . أما في الصور الذهنية ، كما رأينا سابقا فليس هناك انزياح دلالي . ولكن هناك انزياح تكلمي . فعوض وجود الفن في التعبير هناك خداع في التعبير عنه . وهذا ما نحصل عليه كنتيجة للانسجام التداولي .
توحي هذه الاعتبارات أننا قد نحتاج الى ترقيع عام للتحليل الكلاسيكي. ولنتذكر أن السخرية المعجمية اعتبرها القدماء مجازا وأن المجازات تشبه الصور الذهنية في كونها تحتوي على معنى حرفي . وبالتالي ، قد نذهب الى تصنيف نمطي للسخرية في الصور الذهنية مميزين بذلك بين السخرية المعجمية والسخرية القضوية . ووفق هذه المقاربة ، قد نعين صنفا معينا من التعابير التي تقدم كاستعارات احيانا ضمن الصور الذهنية . وهكذا فان الحجة التي مفادها أن الانزياح الدلالي لا يعتبر شرطا ضروريا بالنسبة للاستعارة غالبا ما تقدم من خلال المثال التالي :
“اكتشف اديسون الذهب في مخبره ”
على أن القصد من ورائه أنه أصبح غنيا تبعا لاختراعاته . ومثال روس ( 1979) ” لقد تسلقت الى اعلى قمة منزلقة ”
الذي قاله ديزائلي عندما أصبح وزيرا أول ، هذه الاستعارات مبهمة في أحسن الاحوال . وبعدها الاجرائي تداولي وليس دلاليا ، وبالتالي فهي صور ذهنية .
لكن هذه المشاكل خارج اهتمامات هذا المقال . لقد حاولت هنا أن أبين أن الصورالذهنية تصيب هدفها من خلال انزياح في انجاز الفعل اللغوي . ونظرا لهذا الأمرالواقع ، وباستحضار الطبيعة الغامضة لكلمة الكلام ، اختتم المقالة بالاجابة بالايجاب عن السؤال المطروح في بداية عرضي هذا .
الهوامـــش :
أود أن أشكر د. تيرنس لنگندون على مناقشته لهذه المقالة التي أتاحت لي أن أرى بوضوح بعض المشاكل المطروحة هنا .
1)لقد كانت الكتب القديمة مكتوبة ، طبعا، باللاتينية أو الاغريقية ولذلك فان عبارة ” صورة الكلام ” أو ” صورة الفكر ” لا ترد فيها وفي ترجمات هذه الكتب الى اللغة الانجليزية ، والى الاعراف الانجليزية ، فإنه لمن الواضح أنه يجب أن نتعامل مع هذه التعابير . بالاضافة الى ذلك تبقى هناك مسألة تخص السؤال العام الذي يخص العلاقة القائمة بين شكلي هذه الصور ، مهما كانت العبارة التي نستعملها لتعيينها .
2 – إن التحليل الاساسي للفعل اللغوي الى قوة تكلمية ومحتوى قضوى يوجد فــــي سورل ( 1969 ) .
3 – يمكن قول الجملة التالية . ” لقد كنت دائما ليبراليا ” بنغم مختلف وذلك لتأكيد محتوى الجملة . وبهذا المفهوم ، وهو قراءة واقعية وليست ساخرة ، يريد المتكلم أن يقصد أن المخاطب ليس ليبراليا وبالتالي ” لم تكن ” ، بتقديمه تأكيدا ايجابيا حول نفسه . وفي القراءة الساخرة لهذه الجملة يجب أن نعتبر أن التأكيد المواقعي خاطئ . وأنا مدين بهذه الملاحظة للنكندون .
4 – إن مؤل Ad Her يورد هذا كصورة كلامية ، لكن كنتليان ( 1953 ) III ، 503 ) يعتبرها وبشكل صحيح ، صورة ذهنية .
5 – هذا غير صحيح طبعا ، ففي المثال الاول للالتفات المقدم سابقا ، كان المتكلم والمخاطب حاضرين .
ترجمة خالد التوزاني
كلية الاداب فاس
المصدر : https://alamat.saidbengrad.net/?p=6689