النقد الروائي

Bengrad
2021-06-04T10:08:44+00:00
العدد الرابع عشر
17 أغسطس 20202٬452 مشاهدة

عبد الفتاح الحجمري – جامعة الحسن الثاني – الدار البيضاء

1- رواية في طريق التشكل

ثمة، في تقديري، صعوبتان تحيطان بأي حديث عن النقد الروائي المغربي: الأولى نظرية، والثانية تطبيقية. وإليكم البيان.

لا أحد يجادل اليوم أن الكتابة الروائية المغربية (المكتوبة منها على الأقل باللغة العربية) حديثة العهد في فضائنا الأدبي والثقافي. يضاف إلى ذلك محدودية التراكم النصي الذي لا يتجاوز المأتي رواية خلال سبع وخمسين سنة. وسيلاحظ المتأمل لتجربتنا الروائية، دون كبير عناء، غنى هذه التجربة وتنوع أشكالها التعبيرية منها ما يخص : السيرة الذاتية والرواية التاريخية ورواية الخيال العلمي، وتلك التي تنزاح نحو التجريب أو استثمار التراث أو الأشكال التراثية… إلى غيرها من الأنواع التي تحقق تدوالية جمالية متنوعة من نص لآخر، ومن مرحلة لأخرى، مؤكدة موقع الرواية ضمن المنظومة الثقافية والفكرية المعاصرة بنحو عام.

ورغم ذلك، فإن القراءة المتأنية لكثير من النماذج تفيد أن الرواية المغربية لا زالت في طريق التشكل. هناك تطور مطرد ملحوظ: روايات تصدر تباعا بعضها (القليل) يحظى بالنقد والمتابعة، وبعضها الآخر (الكثير) يطاله الإهمال واللامبالاة.

لقد أضحى جليا أن للرواية المغربية، ضمن حقل الإنتاج الثقافي والأدبي، مكانة خاصة. والظاهر أن مرجعية الخطاب النقدي ساهمت بدور وافر في تعميق ثوابت المتخيل الروائي وانفتاحه على آفاق تجريبية راهنت أكثر على فهم الواقع والحياة اليومية والتاريخ الراهن والمنصرم بأسئلة تحاول إدراك الذات بوعي جمالي يخص مادة التأليف وتقنياتها التعبيرية. إن الرهان الأساسي للرواية المغربية الآن : أن يكون لها تاريخ وقارئ ونقد.

أسوق هذه الملاحظات في المفتتح لأنني أود أن أجعل من قضاياها العامة إمكانية لبحث بعض إشكالات النقد الروائي المغربي. علما أن معرفتنا بأهم تصورات نقدنا الروائي ستظل ناقصة ما لم نهتم بدراسة خصائص التطور النصي الروائي ونوعية أشكال كتابته. فإذا كانت خصوصية الخطاب الأدبي ترتهن بطبيعة السياقات الفكرية والثقافية العامة، فإن خصوصية الخطاب النقدي تتصل بدورها بتوجيهات الفضاء المعرفي للمستجدات النظرية التي نبرر بواسطتها شرط القراءة والتحليل.

2- منهج وخطاب

لم يعد بالإمكان إنكار قيمة التفكير في إنجاز مقاربات تبحث في طبيعة الاجراءات السردية والخطابية للرواية حين تشيد لنفسها التحديدات المتعلقة بآليات اشتغال التخييل. إن التقيد بمنهاجية تصف وتفسر مكونات وأساليب الكتابة الروائية سبيل لتجلية أهم الخصائص المميزةللسرد الروائي. من هذا المنظور، اكتسب النقد الروائي بالمغرب مسارا تطوريا ملحوظا زكاه تنوع المرجعية النظرية والمنهاجية التي اعتمدت عليها مختلف الاجتهادات النقدية.

ويمكن القول، إن تجديد منظور البحث في مجال العلوم الإنسانية منذ منتصف العقد الستيني، مكن الدراسة الأدبية من تغيير واستعمال مفاهيم جديدة قاربت من خلالها مقاصد المعنى. وقد أدى إدخال المناهج الجديدة إلى الجامعة المغربية من قبل أساتذة رواد: محمد برادة، أحمد اليبوري، محمد السرغيني، حسن المنيعي، إبراهيم السولامي وآخرون…. إلى تركيز الاهتمام على دور أسئلة المنهج، وفي ما بعد تطوير آليات الخطاب النقدي المتعلقة بالنص الأدبي وفق مقاربات همت : النقد الواقعي، والبنيوية التكوينية والشكلانية البنيوية والسميائية وغيرها من المقاربات.

كما استطاعت الرواية المغربية أن تبلور اجتهادات نقدية من خارج الأبحاث الجامعية تمثلت أساسا في الصحافة الأدبية التي راكمت بدورها رصيدا مهما من القراءات والتعليقات حولها أصحابها إلى كتب نقدية تبحث في جملة من العناصر الناظمة للأبنية المضمونية والأشكال النصية والحكائية. هكذا لعبت الصحافة الثقافية دورا بارزا في إغناء الاهتمام بنقد الرواية على اختلاف المنابر وشرط القراءة أو كفايتها التحليلية. ويستمد هذا الدور أهميته من كون الصحافة الثقافية تتوجه إلى عموم القراء مهتمين وغيرهم. ولذلك ليس بالإمكان التقليل من قيمة هذا النقد الذي يتحدد وضعه في حقلنا الثقافي بجملة اعتبارات اختزلها في ما يلي : إنه نقد عادةما يروج للنصوص الروائية ظرفيا، أي إبان صدورها. إنه نقد يتخذ شكل تعليقات / أو قراءات للإصدارات الروائية الجديدة عبر كتابة مختصرة. إنه نقد روائي غالبا ما يفتقر إلى الشجاعة الأدبية.

3- من الإنتاج النصي إلى التلقي النقدي

صحيح أن كل تفكير في الرواية المغربية من ناحية إنتاجها النصي لا ينبغي أن ينفصل عن الشروط المصاحبة” “لتلقيها النقدي ” . وهذا ما سيمكنها من رصد جملة من الخلاصات التركيبية التي تميز علاقة الرواية بنقدها وإنتاجها بتلقيها.

ولا شك أن إعادة تأمل وتركيب أسئلة نقدنا الروائي، راهنا، كفيلة بتجاوز كل التباس طارئ محيط بتلك العلاقة، مما يساعد على الاقتراب أكثر من أسئلة دقيقة تخص معرفة الكيفية التي نقرأ بها نصوصنا الروائية، ومن ثم ربطها بأسئلة الكتابة التي لا ينبغي أن ننظرإليها، فقط، من زاوية بنياتها التركيبية والتقنية.

بهذا، المعنى، لن يكون النقد مفيدا للرواية المغربية حين يقاربها منعزلة أو مفردة، بل من الضروري مقاربتها ضمن النصوص الروائية العربية والعالمية حتى يتسنى لخطاب النقد أن يجلي تصورات نظرية وإجرائية قادرة على تجاوز النسبية حين تحلل الرواية الواحدة في ضوء التراكم النصي.

ماهي الاختيارات المرافقة لنقل المتخيل الروائي (الإنتاج النصي) إلى عالم المفاهيم (التلقي النقدي)؟

نعلم أن التلقي النقدي خطاب بعدي وتال للإنتاج النصي، فما هي حدود القياسات التي بموجبها يتحول المتخيل الروائي إلى مادة نظرية؟

– ماذا قدمت الجامعة المغربية للنقد الروائي؟

– ماهي حصة النقد الروائي في الصحافة الثقافية؟

هل بالإمكان تحديد حدود موضوع أو مواضيع النقد الروائي المغربي؟

ثم كيف تطور الوعي بالنقد؟ وكيف تمثل الخلفية (ات) النظرية التي تثير الإهتمام بشأن علاقته بالحركة الأدبية؟

هذه بعض الأسئلة التي ستجعل منها هذه الدراسة مدار تحليل ومناقشة.

4- الوعي النقدي : البحث عن مرجعية نظرية وإجرائية

يبدو أن أي بحث عن شروط تبلور النقد الروائي بالمغرب وتحديد مساره التطوري يحتاج، بالموازاة، تقديم كفاءاته النظرية والاجرائية القائمة على فهم تحولات فضاء النقد في علاقته بخصوصية الحركة الأدبية والثقافية عموما. لا يهمنا في هذا السياق حصر شروط النشأة وعوامل التكون على الأقل خلال العقود الثلاثة الماضية. والملاحظ، أن تطور النقد الأدبي بالمغرب اقترن بجملة من التحولات ارتبطت أساسا :

أ- بتأسيس الجامعة وانفتاح الدرس الأدبي على قضايا وتصورات أخصبت مفهوم الأدب ومرجعيات الدراسة الأدبية.

ب يضاف إلى ذلك اهتمام المبدعين بالكتابة في أجناس أدبية كالقصة القصيرة والرواية.

ج- الاهتمام بالصحافة الأدبية والثقافية ومواكبة ما يصدر من نصوص متابعة وقراءة. وقد ساهمت هذه التحولات المرتبطة والمتداخلة فيما بينها بشكل وافر في تشكيل وعي أدبي ونقدي استفاد كثيرا من الطموح المعرفي الذي عرفته العلوم الإنسانية عامة، والدراسة الأدبية خاصة منذ منتصف العقد الستيني.

في اقتران بهذا الأفق، كانت الحاجة ملحة لتغيير فهم السؤال المنهجي وتخصيب منظور توظيف المفاهيم وإثرائها بما يناسب الثقافة وطبقات النصوص. وإذا كان فهم السؤال المنهجي لتحليل النص الأدبي والروائي قد أبان عن وعي نقدي خصب ومتنوع نظريا وإجرائيا في العديد من الدراسات الجامعية، فإن التساؤل عما قدمته الجامعة المغربية للنقد الروائي يظل قائما ومبررا. وفي تقدير قابل للمناقشة والإغناء، يبدو أن الجامعة عملت على تضخيم المناهج أكثر مما عملت على تطور أسسها النظرية والفكرية العامة، غياب نصوص ممتلكة لقدرة تأثيرية وتمثيلية على تطوير المنهجية وإعادة بناء آليات الخطاب النقدي.

5- ناقد أم أربعة نقاد؟

قلنا إن الوعي النقدي استفاد، إنتاجا وتداولا، مما عرفته العلوم الإنسانية من تطور أثرى الدرس الأدبي في الجامعة. ولذلك ستتنوع التصورات المرجعية للنقد الروائي نظريا ومنهجيا: هكذا لم يعد النقد الروائي سبيلا لتقويم العمل الأدبي، بل أصبح، باستناده إلى مرجعية نظرية ومنهجية معلومة، خطابا ذا كفاية تمثيلية قادرة على وصف بنيات النص وأنساقه الثقافية والمعرفية.

يتجلى تبعا لهذا المنظور أسئلة مبدئية : هل ثمة فرق بين الناقد والدارس؟ في البحث الجامعي، هل ننجز نقدا أم دراسة؟ حين نحلل محمد برادة، محمد عز الدين التازي، الميلودي شغموم، عبد الله العروي، هل ننقد نصوصهم أم نحللها؟

تيسر لنا صورة الناقد، ضمن فضائنا الثقافي و الأدبي بتنوع مرجعية ومنهجية التحليل،لفت الانتباه إلى أربعة نقاد نقرنهم بما يناسب اختيار النص الروائي:

ناقد ورواية مغربية

إدريس الناقوري : المصطلح المشترك (1979)

نجيب العوفي : درجة الوعي في الكتابة (1980)

عبد القادر الشاوي : سلطة الواقعية. مقالات تطبيقية في الرواية و القصة (1981)

ح. لحميداني: الرواية المغربية ورؤية الواقع الاجتماعي. دراسة بنيوية تكوينية (1985).

سعيد يقطين : القراءة والتجربة. حول التجريب في الخطاب الروائي بالمغرب (1985)

حسن بحراوي : بنية الشكل الروائي. الزمن -الفضاء- الشخصية (1990)

محمد الدغمومي : الرواية المغربية والتغيير الاجتماعي (1990)

أحمد اليبوري : دينامية النص الروائي (1993)

عبد الرحيم العلام : أوهام الرواية ورواية الأوهام (1997).

ناقد ورواية عربية

سعيد يقطين : تحليل الخطاب الروائي (1989)، انفتاح النص الروائي (1989)

قمري البشير : شعرية النص الروائي. قراءة تناصية في كتاب التجليات (1991)

محمد برادة : أسئلة الرواية أسئلة النقد (1996)

ناقد ورواية مغربية -عربية :

سعيد علوش : الرواية والايديولوجيا في المغرب العربي (1981)

سعيد بنگراد : النص السردي . نحو سميائيات للاديولوجيا (1996)

ناقد ورواية أجنبية :

محمد أنقار : بناء الصورة في الرواية الاستعمارية صورة المغرب في الرواية الاسبانية (1994).

6- مأزق السؤال النقدي

لهذه الدراسات النقدية، وغيرها، ولعلاقات الناقد بالنص الروائي مرجعية تحليلية موجهة لأفق القراءة سواء أنجز الاجتهاد داخل الجامعة أم خارجها. ومن ثمة، إسهام تلك المرجعيةفي إنتاج خطاب نقدي للرواية المغربية تناول، تحليلا، النص وبنياته التركيبية : ساردا، فضاء،زمنا، وشخصيات، لغة ورؤية للعالم… وتناول ، تنظيرا ، ربط مكونات العالم التخييلي للرواية ببعض المقدمات النظرية الراصدة لقوانين النص باعتباره كلا سياقيا، وبالتالي إدراج النص النقدي ضمن النص الثقافي والفكري.

ورغم ذلك، ليس بالإمكان إغفال طبيعة إشكالات اقترنت بأسئلة كل دراسة نقدية أفرزتها جملة مآزق :

1- التجزيئية والانتقائية في اختيار المعطى النظري وتجريبه حسب طرائق يصبح بموجبها النص الروائي تابعا لقانون المفهوم أو الأداة الإجرائية.

2- الانتقال السريع من مرجعية منهجية إلى أخرى. ورغم ذلك، استطاع الناقد المغربي أن يقدم مقاربات وتحليلات أبانت عن وعي دقيق وصارم ومفيد في تطوير السؤال النقدي.

3- عدم الاستفادة من الخصوصية النصية في تعميق التصور المنهجي، والاقتصار على إنجاز تطبيقات للمفاهيم بدل العمل على تخصيبها أو إنتاجها.

4- انحصار المرجعية المنهجية ضمن دائرة فضاء النظرية النقدية الأوربية، والفرنسية منها على وجه الخصوص والتحديد. ولذلك عادة ما كان يتم التعرف على تلك المرجعية بإنجاز ترجمات كلية أحيانا قيلة، وجزئية أحيانا كثيرة لا تسمح بتمثل الخلفيات الابستمولوجية للتصور المنهجي. ورغم ذلك، اكتسبت تلك الترجمات فاعليتها وفائدتها في ترويج العديد من المفاهيم والمصطلحات النقدية. من تلك الترجمات نستحضر :

-رولان بارت : درجة الصفر للكتابة، ترجمة : محمد برادة (ط : 2 . 1981)

-ميخائيل باختين : الخطاب الروائي، ترجمة محمد برادة (1987)

-نظرية المنهج الشكلي : نصوص الشكلانيين الروس. ترجمة ابراهيم الخطيب (1982).

-البنيوية التكوينية والنقد الأدبي : ترجمة جماعية. مؤسسة الأبحاث العربية (1984).

-فلاديمير بروب : مورفولوجية الخرافة. ترجمة : ابراهيم الخطيب (1986).

-طرائق تحليل السرد الأدبي : ترجمة جماعية. آفاق : عدد 8 – 1988

-جورج لوكاش : نظرية الرواية، ترجمة : الحسن سحبان (1988).

-في أصول الخطاب النقدي : دراسة جماعية. ترجمة : أحمد المديني (1989).

-من وجهة النظر إلى التبئير . دراسة جماعية ترجمة : مصطفى ناجي (1989).

-فيليب هامون : سيميولوجية الشخصيات الروائية. ترجمة : سعيد بنگراد (1990).

– تزيفتان تودوروف : مدخل إلى الأدب العجائبي. ترجمة : الصديق بوعلام (1984)

-ستيفن أولمان : الصورة في الرواية . ترجمة : ر. العيادي. م. ميشال (1995).

-جيرار جنيت : خطاب الحكاية . ترجمة م . معتصم :ع. الأزدي . ع حلي (1996).

5- في اقتران بما سبق وربما نتيجة له، يبدو الخطاب النقدي في بعض الدراسات ”متقدما” عن الخطاب الروائي لاعتماده على محصلة منهجية ”جاهزة” تفترض منظورا خاصا للأدب والدراسة الأدبية.

7- رهانات المستقبل

لعلنا مطالبون،إلى جانب اقتراح طرائق للكيفية التي تقرأ بها النصوص، بأن نربط ذلك بسؤال لماذا نكتب وماذا نتوخى من وراء هذه الروايات. لعل مثل هذا التساؤل يسعف الروائيين في أن يعيدوا النظر في كتاباتهم حتى لا تتحول إلى مجرد عناصر تقنية توظف عشوائية لتحدث بريقا سرعان ما يخبو فلا يترك أثرا في نفس القارئ” “(1). يؤكد هذا التصور لمحمد برادة ضرورة تفعيل الاشتغال الدائم والمتواصل بسؤال النقد وسؤال الرواية. إن استحضارا من هذا القبيل يفيد كذلك أن اجتهادات النقد المغربي عليها أن تتجه نحو البحث عن المقولات والإطارات المعرفية التي تقربه من دائرة التصنيفات المتعلقة بالعلوم الأدبية، من غير إنكار قيمة استفادة النقد الروائي من مستجدات العلوم والتكنولوجيا القادرة على إنجاز صناعة ثقافية تخدم القارئ الكاتب.

إن التسليم بما سلف من معطيات يقود إلى رهان آخر لا تخفى أهميته وفائدته ويخص كيفية الاستفادة من مختلف النظريات والمناهج النقدية في إطار ما يدعوه الأستاذ أحمد اليبوري بـ التكامل المعرفي (2) وهذا سبيل ممكن لإعادة النظر في وظيفة النقد الروائي في حقلنا الثقافي راهنا ومستقبلا. إن البحث عن آفاق جديدة للتحليل يجنبنا السقوط في جاذبية تكرار نفس الأسئلة النقدية التي تظل، أيضا، محتفظة بطابعها التاريخي المشروع والنسبي.

لقد أبان النقد الروائي المغربي في العديد من نماذجه عن منظورات تحليلية خصبة في فهم العوالم التخييلية للحكايات والاقتراب من تشخيص أشكالها التعبيرية وتجلية أبرز تقنياتها السردية. وهو مدعو اليوم ، أكثر من أي وقت مضى، إلى مواكبة واستثمار النظريات الحديثة تجديدا وتخصيبا لأفق القراءة: إن الاهتمام بتحليل البنيات الشكلية ومستوى العلاقات التركيبية التي تنظمها أمر أساسي وأولي للكشف عن تصورات الكتابة. ورغم ذلك، تبقى حاجتنا اليوم ضرورية إلى نقد روائي يبتعد عن الإغراق في تشغيل المفهوم، ويقترب أكثر من تحويل مقولاته وآلياته التحليلية إلى تصورات تساهم في قراءة النصوص الروائية وأشكال الخطاب الناتجة عنها والضامنة لبحث قدرة الرواية على فهم الواقع وانتقاد القيم وملاحقة التحولات .

————————————

الهوامش:

1) محمد برادة : عن الحداثة والتحديث في الرواية المغربية. ضمن الرواية المغربية : أسئلة الحداثة مختبر السرديات-دار الثقافة. 1996 ص : 177

2) أحمد اليبوري : دينامية النص الروائي. منشورات اتحاد كتاب المغرب . 1993 ص : 6